أردت أ، أغسلك بالزهور

أردت أن أغسلك بالزهور
أحضرت إناء من الفضة
وبعضا من الفل المنثور
وسكبت من العنبر الأصلى
وأضفت ماء رقرقا دافئا
مثل صدرى المخدور
ثم بدأت طقوس الغسل
أصلى على النبى المبرور
فوضعتك فى الإناء برقة
وقلبى يحرسك ومن ثم يثور
وضعت جدائل شعرك الثائر على كتفى الأيمن فى حبور
فالتصقت صدورنا تبكى أين كنت يا ساحرا مسحور
وأسبلت عيناك خجلا تناظر قاع الإناء المسرور
بدأت أغسلك بأصابعى وعيناك تلمع كالبلور
فتفتحت مسام جلدك كما لم تفعل منذ عصور
وردد الإناء صوت الآآآآآآآآآآآه.. فجاوبه صدرى المفتور
حتى خرجت كالملاك تتمايلين فى فرح وسرور
فالقيت اليك بورق العنب يشتم عبير عطرك المنثور
وباقات من الورد الأحمر وفل وريحان وزهور
أما القمر فقد توارى خجلا من بهاء وجهك المنظور
وسرت نسمة حيرى تداعب حريرك المسدول
فرفعت إلى السماء كفى أشكرالإله فى حبور
قد أهديتنى يارب وردة فاحفظها لى دوما فى سرور
وفجأة
رن الهاتف المسعور
فصحوت من حلمى أضرب كفا بكف
وألعن حظى المهدور


منقول

أم كلثوم

يا الله

ومن منا لا يحب ولا يعشق أغانيها وقصائدها التي كانت تنتقيها بعناية واهتمام


نحبها طبعا ونردد قصائدها وأغانيها الخالدة